انتقل إلى المحتوى

تشظ (طب الأسنان)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من تشظي الأسنان)
تشظ (طب الأسنان)
Abfraction
صورة تظهر آفات سنية غير نخرية على الحواف العنقية لمجموعة من الأسنان العلوية اليسرى
صورة تظهر آفات سنية غير نخرية على الحواف العنقية لمجموعة من الأسنان العلوية اليسرى
صورة تظهر آفات سنية غير نخرية على الحواف العنقية لمجموعة من الأسنان العلوية اليسرى
معلومات عامة
الاختصاص طب الأسنان  تعديل قيمة خاصية (P1995) في ويكي بيانات
من أنواع أمراض نسج الأسنان الصلبة  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
الإدارة
حالات مشابهة سحج الأسنان،  وتآكل الأسنان  تعديل قيمة خاصية (P1889) في ويكي بيانات

التشظي[1] هو مفهوم نظري يصف حالة من فقدان بنية السن ناجمة عن أسباب غير التسوس (آفات عنقية غير نخرية). يشير إلى أن هذه الآفات تحدث نتيجة القوى التي يتعرض لها السن أثناء العض والأكل والمضغ والطحن. حيث يتعرض الميناء لمستويات عالية من الضغط، وخاصة عند الموصل الملاطي المينائي، مسببًا حدوث كسور دقيقة وفقدان لأنسجة السن. يبدو أن التشظي حالة حديثة، مع وجود أمثلة على الآفات العنقية غير النخرية في السجل الأثري، والتي عادة ما تكون ناتجة عن عوامل أخرى.[2]

النعريف

[عدل]
تشظي الأسنان

التشظي هو شكل من فقدان أنسجة الأسنان غير النخري والذي يحدث على طول حافة اللثة.[3] بعبارة آخرى، هو فقدان ميكانيكي لبنية السن على طول حافة الثة غير ناتج عن تسوس. هناك أدلة نظرية تدعم هذا المفهوم، لكن لا وجود للكثير من الأدلة التجريبية على ذلك.[4]

تم نشر مصطلح التشظي لأول مرة في عام 1991 في مقالة علمية مكرسة لتمييز الآفة. كانت بعنوان: "التشظيات: تصنيف جديد لآفات الأنسجة الصلبة للأسنان"، بواسطة جون أو. جريبو (بالإنجليزية: John O. Grippo)‏.[5] قدمت هذه المقالة تعريف للتشظي بأنه "فقدان مرضي لمادة نسيج السن الصلب نتيجة لقوى التحميل البيوميكانيكية". كانت هذه المقالة أول من أثبت التشظي كشكل جديد من الآفات، مختلف عن السحج والانسحال والتآكل.[3]

تضعف أنسجة السن تدريجيًا مسببةً فقدان الأنسجة بسبب الكسر والتشقق (بالإنجليزية: Chipping)‏[بحاجة لمصدر] أو الاهتراء التدريجي، تاركةً آفة غير نخرية على سطح السن. تحدث هذه الآفات في كل من العاج والميناء. وعادة ما تحدث حول المناطق العنقية للأسنان.[6]

العلامات والأعراض

[عدل]
الشكل 1

تحدث آفات التشظي بشكل عام في المنطقة على السن ذات أعلى قوة شد. في مثل هذه الحالات لا يتم التعليق على ما إذا كانت الآفات تحدث أعلى أو أسفل الموصل الملاطي المينائي. تقترح إحدى النظريات أن آفات الانكسار سوف تتشكل فقط فوق الموصل.[7][8][9][10] ومع ذلك، يُفترض أن آفات التشظي قد تحدث في أي مكان من المناطق العنقية للأسنان المتأثرة. من المهم ملاحظة أن الدراسات التي تدعم هذه النظرية تشير أيضًا إلى إمكانية حدوث آفتي تشظي أو أكثر على السطح السني الواحد عند وجود أكثر من قوة شد غير طبيعية وكبيرة على السن.[4]

توجد بشكل عام ثلاثة أشكال تظهر فيها آفات التشظي، إما إسفين أو صحن أو شكل مختلط.[7] الآفات ذات الشكل الإسفيني والصحن هي الأكثر شيوعًا، في حين أن الآفات المختلطة أقل شيوعًا.[7] بالإشارة إلى الشكل 1، فإن الآفات ذات شكل الإسفين لها زوايا خطية داخلية حادة، أما الآفات ذات شكل الصحن أو المختلطة فتكون إما ناعمة داخليًا، أو متنوعة.

سريريًا، يمكن أن يظهر الأشخاص الذين يعانون من آفات التشظي حساسية أسنان في المناطق المثارة. وذلك بسبب انكشاف العاج أو الملاط، حيث أنهما أقل كثافة من الميناء وبالتالي أكثر عرضة للإحساس بالمصادر الحرارية أو الميكانيكية.[11]

الأسباب

[عدل]

نظرًا لأن الجدل حول نظرية التشظي لا يزال قائمًا، فهناك أفكار مختلفة حول أسباب الآفات. وبسبب هذا الجدل، تظل الأسباب الحقيقية للتشظي محل نزاع.[12] اقترح الباحثون أن سبب التشظي هو القوى المؤثرة على الأسنان من تلامسها معًا، أو القوى الإطباقية، أو عند المضغ والبلع.[5][13] يؤدي ذلك إلى تركيز الضغط والانثناء في الموصل الملاطي المينائي.[4][6] وبمرور الوقت، يؤدي التركيز النظري للضغط[14] والانحناء إلى تكسير الروابط الموجودة في الميناء أو حتى كسرها أو اهترائها بعيدًا عن عوامل الإجهاد الأخرى مثل التآكل أو السحج.[4][6][12][13] الأشخاص الذين اقترحوا في البداية نظرية التشظي اعتقدوا أن قوى الإطباق وحدها تسبب الآفات[14] دون الحاجة إلى عناصر ساحجة إضافية مثل فرشاة الأسنان والمعجون أو التآكل.[14]

يذكر الباحثون أن تماس الأسنان معًا بعضة غير مثالية، سيسبب مزيدًا من الضغط على الأسنان.[13] يمكن أن تؤدي الأسنان التي تمس بعضها مبكرًا أو التي تتعرض لحمل أكبر مما هي مصممة له، إلى حدوث آفات التشظي.[13] كما تم طرح تأثير الترميمات -التي يكون ارتفاعها غير صحيح- على السطوح الماضغة للأسنان، كعامل آخر، مضافًا إلى الضغط على الموصل الملاطي المينائي.[12]

أظهرت المزيد من الأبحاث أن قوى الإطباق الطبيعية الناتجة عن المضغ والبلع ليست كافية للتسبب في الضغط والانثناء اللازمين لإحداث آفات التشظي.[4] ومع ذلك، فقد أظهرت هذه الدراسات أن القوى كافية في الأشخاص الذين يعانون من الصرير.[4] وأشارت العديد من الدراسات إلى أن التشظي أكثر شيوعًا بين أولئك الأشخاص،[12][14] نظرًا لأن القوى أكبر وتستمر لفترة أطول. ومع ذلك، فقد أظهرت دراسات أخرى أن هذه الآفات لا تظهر دائمًا عند الأشخاص الذين يعانون من صرير الأسنان، وأن الآخرين الذين لا يعانون من صرير الأسنان قد يكون لديهم هذه الآفات.[6]

هناك باحثون آخرون يقولون أن قوى الإطباق لا علاقة لها بالآفات الموجودة على طول الموصل الملاطي المينائي، وأن السحج الناتج عن استخدام فرشاة الأسنان بمعجون الأسنان هو ما يسبب هذه الآفات.[4][6][12]

نظرًا لطبيعتها النظرية، هناك أكثر من فكرة حول كيفية تشكل التشظي سريريًا في الفم. تشير إحدى النظريات المعتمدة على ميزاتها السريرية إلى أن الآفات تتشكل فقط فوق الموصل الملاطي المينائي.[7][8][9][10] إذا تم وضع ذلك في عين الاعتبار، فسيكون بمثابة منصة لتمييزه عن الآفات غير النخرية الأخرى، مثل السحج بفرشاة الأسنان.

العلاج

[عدل]

قد يكون علاج آفات التشظي صعبًا بسبب العديد من الأسباب المحتملة. لتوفير أفضل خيار علاجي، يجب على طبيب الأسنان تحديد مستوى النشاط وتوقع التقدم المحتمل للآفة.[4][14] يوصى بعمل فجوة صغيرة على سطح الآفة باستخدام المشرط رقم 12 بعناية، عندما تكون الآفة أقل من 1 ملليمتر، ويتم رصد أي تغيير فيه عن كثب. يدل فقدان علامة الخدش على أن الآفة نشطة وتتطور. وتكون هنا المراقبة على فترات منتظمة هي خيار علاجي كافٍ.[15]

إذا كانت هناك مخاوف بشأن الجماليات أو العواقب السريرية مثل فرط حساسية الأسنان، فقد يكون ترميم الأسنان (الحشو الأبيض) خيارًا علاجيًا مناسبًا.

بجانب ترميم الآفة، من المهم جداً إزالة أي عوامل أخرى مسببة محتملة.[3] التعديلات على الأسطح المضغية للأسنان تغير الطريقة التي تتلاقى فيها الأسنان العلوية والسفلية، وهذا قد يساعد على إعادة توجيه الحمل المضغي.[3] الهدف من ذلك هو إعادة توجيه قوة الحمل إلى المحور الطويل للسن، وبالتالي إزالة الضغط على الآفة. يمكن أيضًا تحقيق ذلك عن طريق تغيير في السطوح السنية مثل المنحدرات الحدبية، أو تقليل التماسات الثقيلة، أو إزالة التماسات المبكرة.[3] إذا تم اعتبار الصرير عاملًا مساهمًا، فيمكن أن تكون الجبيرة الإطباقية علاجًا فعالًا للتخلص من القوى غير المنتظمة المتوضعة على السن.[4][14]

الجدل

[عدل]

يعتبر مفهوم التشظي مثيرًا للجدل منذ إنشائه في عام 1991.[12] ويرجع ذلك إلى العرض السريري لفقدان الأسنان، والذي يظهر غالبًا بصورة تشبه السحج أو التآكل. السبب الرئيسي وراء الجدل هو تشابه التشظي مع الآفات الأخرى غير النخرية وانتشار نظريات متعددة لتفسير الآفة. واحدة من أكثر النظريات انتشارًا تسمى "نظرية آفات عنق السن غير النخرية" والتي تشير إلى أن انحناء الأسنان، الذي يحدث بسبب عوامل إطباقية، يؤثر على المنطقة المعرضة للخطر بالقرب من الموصل الملاطي المينائي.[12] هذه النظرية غير مقبولة على نطاق واسع بين المجتمع المهني لأنها تشير إلى أن العامل الوحيد هو الإطباق. يجادل العديد من الباحثين بأن هذا غير دقيق لأنهم يؤكدون أن آفة التشظي هي آفة متعددة العوامل بالإضافة لعوامل أخرى مثل السحج أو التآكل.[6] هذا الجدل حول العوامل المسببة، إلى جانب حداثة تصنيف الآفة، هي بعض الأسباب التي تجعل العديد من أطباء الأسنان ينظرون إلى الآفة ببعض الشك. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح الجدل الدائر حول آفة التشظي بشكل كامل.

انظر أيضا

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ "تعريبات في طب الأسنان". التعريب. المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ع. 38: 77. 2010. مؤرشف من الأصل في 2023-10-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-30.
  2. ^ "Root grooves on two adjacent anterior teeth of Australopithecus africanus". ResearchGate (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-07-12. Retrieved 2019-01-09.
  3. ^ ا ب ج د ه Bartlett، D.W.؛ Shah، P (أبريل 2006). "A Critical Review of Non-carious Cervical (Wear) Lesions and the Role of Abfraction, Erosion, and Abrasion". Journal of Dental Research. ج. 85 ع. 4: 306–312. DOI:10.1177/154405910608500405. PMID:16567549. S2CID:41159919.
  4. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط Michael، JA؛ Townsend، GC؛ Greenwood، LF؛ Kaidonis، JA (مارس 2009). "Abfraction: separating fact from fiction". Australian Dental Journal. ج. 54 ع. 1: 2–8. DOI:10.1111/j.1834-7819.2008.01080.x. PMID:19228125.
  5. ^ ا ب Grippo، John O (يناير–فبراير 1991). "Abfractions: A New Classification of Hard Tissue Lesions of Teeth". Journal of Esthetic and Restorative Dentistry. ج. 3 ع. 1: 14–19. DOI:10.1111/j.1708-8240.1991.tb00799.x. PMID:1873064.
  6. ^ ا ب ج د ه و Sarode، Gargi S؛ Sarode، Sachin C (مايو 2013). "Abfraction: A review". Journal of Oral and Maxillofacial Pathology. ج. 17 ع. 2: 222–227. DOI:10.4103/0973-029X.119788. PMC:3830231. PMID:24250083.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  7. ^ ا ب ج د Hur، B؛ Kim، HC؛ Park، JK؛ Versluis، A (2011). "Characteristics of non-carious cervical lesions – an ex vivo study using micro computed tomography". Journal of Oral Rehabilitation. ج. 38 ع. 6: 469–74. DOI:10.1111/j.1365-2842.2010.02172.x. PMID:20955394.
  8. ^ ا ب Lee، HE؛ Lin، CL؛ Wang، CH؛ Cheng، CH؛ Chang، CH (2002). "Stresses at the cervical lesion of maxillary premolar—a finite element investigation". Journal of Dentistry. ج. 30 ع. 7: 283–90. DOI:10.1016/s0300-5712(02)00020-9. PMID:12554108.
  9. ^ ا ب Dejak، B؛ Młotkowski، A؛ Romanowicz، M (2003). "Finite element analysis of stresses in molars during clenching and mastication". Journal of Prosthetic Dentistry. ج. 90 ع. 6: 591–7. DOI:10.1016/j.prosdent.2003.08.009. PMID:14668761.
  10. ^ ا ب Borcic، J؛ Anic، I؛ Smojver، I؛ Catic، A؛ Miletic، I؛ Ribaric، SP (2005). "3D finite element model and cervical lesion formation in normal occlusion and in malocclusion". Journal of Oral Rehabilitation. ج. 32 ع. 7: 504–10. DOI:10.1111/j.1365-2842.2005.01455.x. PMID:15975130.
  11. ^ Bamise، Cornelius T.؛ Olusile، Adeyemi O.؛ Oginni، Adeleke O. (2008). "An Analysis of the Etiological and Predisposing Factors Related to Dentin Hypersensitivity". The Journal of Contemporary Dental Practice. ج. 9 ع. 5: 9.
  12. ^ ا ب ج د ه و ز Antonelli JR, Hottel TL, Garcia-Godoy F. Abfraction Lesions – Where do They Come From? A Review of the Literature. J Tenn Dent Assoc. 2013; 93(1):14-19
  13. ^ ا ب ج د Grippo، JO؛ Simring، M؛ Coleman، TA (2012). "Abfraction, Abrasion, Biocorrosion, and the Enigma of Noncarious Cervical Lesions: A 20-Year Perspective". Journal of Esthetic and Restorative Dentistry. ج. 24 ع. 1: 10–23. DOI:10.1111/j.1708-8240.2011.00487.x. PMID:22296690.
  14. ^ ا ب ج د ه و Shetty، SM؛ Shetty، RG؛ Mattigatti، S؛ Managoli، NA؛ Rairam، SG؛ Patil، AM (2013). "No Carious Cervical Lesions". J Int Oral Health. ج. 5 ع. 5: 142–145.
  15. ^ "Everything You Need to Know About Abfraction". مؤرشف من الأصل في 2023-07-27. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-24.
إخلاء مسؤولية طبية