انتقل إلى المحتوى

حديث منقطع

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الحديث المروي بسند منقطع، وأشكال الانقطاع

الحديث المنقطع هو ما سقط من سنده راو أو أكثر،[1][2] وهو ضد الحديث المتصل، والانقطاع والاتصال من صفات السند.

أقسام الحديث المنقطع

[عدل]

يُمثِل الحديث المنقطع أصلا عاما لكل سند سقط منه راو أو أكثر، ويندرج تحت الحديث المنقطع أقسام،[1] فيُقسم من حيث موضع الانقطاع في السند إلى:

منقطع في أول السند

[عدل]

الحديث المنقطع في أول سنده هو الحديث الذي سقط من أول سنده راو أو أكثر على التوالي، ويُسمى هذا النوع بالحديث المعلق،[2][3] وسُمي كذلك لأنه بحذف أوله صار كالشيء المعلق من الأعلى بالسقف.

عن أبي موسى الأشعري قال: «غطى النبي ركبتيه حين دخل عثمان»[4]

فهذا حديث مقطوع في أول إسناده، لأنه حُذف جميع إسناده إلا الصحابي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، قيُقال فيه حديث معلق، وهو على الصورة التالية:

... ← أبو موسى الأشعري ← النبي

منقطع في أثناء السند

[عدل]

الحديث المنقطع في أثناء سنده هو الحديث الذي سقط من أثناء سنده راو أو أكثر.[3]

في موضع واحد

[عدل]

عن شجاع بن مخلد عن هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن البصري أن عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب فكان يصلي لهم عشرين ليلة ولايقنت بهم إلا في النصف الباقي[5]

فهذا حديث مقطوع في أثناء إسناده، لأن فيه الحسن البصري رَوَى عن عمر بن الخطاب، وبالنظر إلى أن الحسن وُلد سنة (21هـ)، وعمر مات أواخر (23هـ)، أو أول (24هـ)، فلا يمكن للحسن أن يسمع من عمر، وهو على الصورة التالية:

شجاع ← هشيم ← يونس ← الحسن ← ... ← عمر بن الخطاب

وألحق بعض العلماء بهذا القسم كل حديث ذكر في أثناء سنده راو مجهول، كأن يُقال روى «رجل» أو «شيخ» دون أن يُعرف اسمه، ومثله:

عن أبي مسلم الكشي عن أبي عمر الضرير عن عدي بن الفضل عن سعيد الجريري عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير، عن رجلين قد سماهما، عن شداد بن أوس أن نبي الله كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وعزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم»»[6]

فلم يُذكر اسم الرجلين ليُعرف منزلتهم من العدالة والضبط، فكان ذلك بمنزلة الانقطاع في السند.

في موضعين دون توالي

[عدل]

عن علي بن حجر عن معمر بن سليمان الرقي عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال: «استكرهت امرأة على عهد رسول الله فدرأ عنها الحد وأقامه على الذي أصابها» ولم يذكر أنه جعل لها مهرا[7]

فهذا حديث مقطوع أثناء إسناده في موضعين، الأول أن الحجاج بن أرطاة لم يسمع من عبد الجبار بن وائل، والثاني أن عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، لأن عبد الجبار وُلد بعد موت أبيه، وهو على الصورة التالية:

علي ← معمر ← الحجاج ← ... ← عبد الجبار ← ... ← أبيه

في موضعين مع التوالي

[عدل]

الحديث الذي سقط من أثناء سنده راويان على التوالي، ويُسمى بالحديث المعضل.[3]

عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن هارون بن رئاب قال: بعث رسول الله بعثا، ففُتح لهم، فبعثوا بشيرهم إلى رسول الله فبينا هو يخبره بفتح الله لهم وبعدد من قتل الله منهم قال: فتفردت برجل منهم فلما غشيته لأقتله قال: إني مسلم، قال: «فقتلته وقد قال إني مسلم؟» قال: يا رسول الله إنما قال ذلك متعوذا قال: «فهلا شققت عن قلبه؟» قال: وكيف أعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: «فلا لسانه صدقت ولا قلبه عرفت إنك لقاتله، اخرج عني فلا تصاحبني» قال: ثم إن الرجل توفي فلفظته الأرض مرتين فألقي في بعض تلك الأودية[8]

فهذا حديث مقطوع في أثناء إسناده في موضعين متواليين، لأن هارون بن رئاب إنما روى عن التابعين عن الصحابة، قيُقال فيه حديث معضل، وهو على الصورة التالية:

معاوية ← أبو إسحاق ← الأوزاعي ← هارون بن رئاب ← ... ← ... ← النبي

منقطع في آخر السند

[عدل]

الحديث المنقطع في آخر إسناده هو الحديث الذي سقط رواته من بعد التابعي، ويُسمى هذا النوع بالحديث المرسل.

عن محمد بن رافع عن حجين بن المثنى عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله «نهى عن بيع المزابنة والمحاقلة»[9]

فهذا حديث مقطوع في آخر إسناده، لأن سعيد بن المسيب من التابعين، ولم يُدرك النبي ، وسقط كل الرواة من بعد سعيد، قيُقال فيه حديث مرسل، وهو على الصورة التالية:

محمد ← حجين ← الليث ← ابن شهاب ← سعيد بن المسيب ← ... ← النبي

حكمه

[عدل]

الحديث المنقطع من أنواع الحديث الضعيف لفقده أول شرط من شروط الحديث المقبول وهو اتصال السند، فيحكم عليه بالضعف حتى يتبين حال الراوي الساقط من السند.[2][3]

انظر أيضا

[عدل]

وصلات خارجية

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب كتاب منهج النقد في علوم الحديث لنور الدين عتر
  2. ^ ا ب ج كتاب تيسير مصطلح الحديث لمحمود الطحان
  3. ^ ا ب ج د كتاب شرح البيقونية لمحمد حسن عبد الغفار
  4. ^ صحيح البخاري، مقدمة باب ما يذكر في الفخذ
  5. ^ سنن أبي داود، حديث رقم 1429
  6. ^ كتاب المعجم الكبير للطبراني، حديث رقم 7179
  7. ^ كتاب العلل الكبرى للترمذي، حديث رقم 426
  8. ^ مسند الحارث، حديث رقم 4
  9. ^ صحيح مسلم، حديث رقم 1539